الرئيسية / سياسي / سياسة / شدّد على أولوية الانتقال السياسي .. الحريري: “حكومة وحدة وطنية” لم ترِد في أية مرجعية دولية.

شدّد على أولوية الانتقال السياسي .. الحريري: “حكومة وحدة وطنية” لم ترِد في أية مرجعية دولية.

صدى الشام /

أعلن رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات جنيف 4، نصر الحريري، أن المعارضة سترُدّ هذ الأسبوع على وثيقة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بأفكارها ومقترحاتها، مشدداً على أن موضوع حكومة الوحدة الوطنية في مرحلة الانتقال السياسي، الذي يطرحه النظام، غير موجود بأية مرجعية دولية.

جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول مع الحريري في جنيف، على هامش مؤتمر جنيف 4، عقب جلسة أولى لهم مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الجمعة الماضية، تسلموا منها وثيقة وصفوها بأنها “إجرائية”.

وأضاف: “نحن جادون للوصول للحل السياسي، والوفد التفاوضي والهيئة التفاوضية ليس أملها بالسلطة، وتبحث عن أسس إرساء السلام الحقيقي العادل في سوريا، عبر حل سياسي عادل، وتفاعلنا بإيجابية عندما رأينا المبعوث الدولي يتبنى المرجعيات الدولية الواضحة (بيان جنيف 1 والقرارين الأممين 2118و2254) بشأن الانتقال السياسي”.

وعن جولتهم الأولى مع دي ميستورا قبل يومين قال الحريري: “أجرينا لقاءً مطولًا معه، ناقشنا كثيراً من القضايا، هذه القضايا هي رؤى واقتراحات وأفكار كيف يمكن أن ننقل القرار الأممي 2254 من مجرد نص سردي إلى خارطة طريق، وخطوات عملية يتم العمل من خلالها، والآن دي ميستورا يطرح أفكاره وينتظر أفكارنا، حتى نتمكن جميعاً من وضع الصيغة التي تخدم هدفنا بالمضي في العملية السياسية التفاوضية دون إضاعة الوقت”.

وحول حديثه عن إيجابية هذا اللقاء في مؤتمر صحفي عقب انتهاء الجلسة الجمعة، قال: “أولاً تحدث دي ميستورا، عن المرجعيات الدولية الواضحة التي تتحدث عن الانتقال السياسي، وأن يتبنى المبعوث الدولي هذه القرارات، فهو يعني أنه يبدأ بإيجابية، وثانياً في مفاوضات جنيف الماضية، كان هناك خلاف على جدول الأعمال، والنظام في 2014 لم يتحدث إلا عن الإرهاب الذي صنعه، ليلتف على مطالب الشعب، وجنيف 2016 كانت أوراقًا ومبادئَ وقواعد إجرائية”.

وتابع “الملفت أن دي ميستورا ذهب فورًا باتجاه جدول أعمال، نعم لنا ملاحظات سنوافيه بها (على جدول الأعمال)، ولكن عندما تكون النقطة الأولى هي الانتقال السياسي، والحكم الانتقالي، فأعتقد أنها إشارة إيجابية”.

وردًا على سؤال حول مراحل الحل السياسي، أجاب “معروف أن الخطوة الأولى التي يجب الانتهاء منها هي الانتقال السياسي، والدستور وموضوع الانتخابات ليس وقته”.

وتساءل :”متى يمكن أن تضع الدستور، وهل يمكن اليوم إجراء انتخابات قبل الانتقال السياسي، فتصبح العملية غير مفهومة، وليس لها معنى، والنقاش اليوم نعم نحن نريد انتقال سياسي، ونريد الدستور، وهي من مطالب الثوار، ولا نعترف بدستور النظام، نحن نريد دستور جديد، وانتخابات حرة ونزيهة، مبنية على أعلى المعايير الدولية، ولكن هذا الموضوع له سياقه المكاني والزماني الواضح”.

أما فيما يتعلق برؤيتهم للانتقال السياسي، ورأيهم بحكومة الوحدة الوطنية المطروحة من النظام وحلفائه، أفاد “النظام طبيعي أن يقول إن الانتقال السياسي هو بشار الأسد، والانتقال السياسي هي أجهزة الأمن والجيش، ويريد أن يبقي على كل شيء”.

وتابع: “لسنا بوارد الحديث عن النظام، لأنه لا يريد أي تغيير في سوريا، نحن لم نقل هيئة الحكم الانتقالي، قلنا تنفيذ القرارات الدولية وبيان جنيف، الذي يتحدث عن عملية انتقال سياسي تبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالي، تتولى كافة الصلاحات التنفيذية، بآلية التوافق المتبادلة، يشارك بها النظام والمعارضة وأطراف أخرى، طبعا ممن لم تتطلخ أيديهم بالدم، ولم يرتكبوا جرائم”.

وأردف: “بالنسبة لحكومة الوحدة الوطنية، لا يوجد لا قرار دولي، ولا بيان لمجموعة دولية، ولا بيان رئاسي لمجس الأمن، ولا تصريح لدولة يحكي عن حكومة وحدة وطنية، هذا ما يتحدث به النظام فقط”.

وعن الحدود الدنيا التي يرغبون بها للخروج من هذه المفاوضات، كشف أن “الحد الأعلى أتمنى أن نصل للحل السياسي بأسرع وقت ممكن، والحد الأدنى أن نضع كل ما لدينا من جهود من أجل الوصول لأي نتائج إيجابية في الجولة الأولى، وباعتقادي إذا استطعنا أن نصل مع المبعوث الدولي إلى فهم مشترك للطريقة والأجندة التي يمكن البدء بها في الجولة القادمة من المفاوضات، فهذا باعتقادي شيء جيد وإيجابي”.

وأكد الحريري أن المعارضة تقدم نفسها كشريك حقيقي وفاعل على الأرض لمكافحة الإرهاب”، متمنيًا “دعمًا دوليًا لمكافحة هذه الجهود، وأن يكون لأمريكا دور بارز لوضع حد كاف لإيران وتدخلاتها”.

وتابع :”نعول على دور يفترض أن يتغير بشكل جدي وإيجابي من قبل الأمم المتحدة، والأطراف الدولية الأخرى، وروسيا عبر التنسيق الروسي التركي، حتى تجد العملية معنى، ويكون لها نتائج، ولا بد من وجود استمرار للتوافق الروسي التركي حول بنود الاتفاق السياسي، ولا بد من دور أمريكي إيجابي في هذه المساعي، لنتمكن جميعا من معالجة ملفات خطيرة في المنطقة”.

وعن أثر تقدم الجيش الحر في مدينة الباب مؤخرًا على المفاوضات، اعتبر أن ذلك يعزز الموقف التفاوضي، والحالة المعنوية ليس فقط للمقاتلين على الأرض وانما الشعب السوري، لأن هذه المناطق التي تحرر تصبح مستعدة لعودة اللاجئين إلى بيوتهم مرة أخرى.

شاهد أيضاً

أي مستقبل لـ”تحرير الشام” والتيار الجهادي في سورية؟

مع أفول تنظيم داعش بسقوط آخر معاقله في بلدة الباغوز، شرقي سورية، في مارس/آذار 2019، …

مآدب إفطار سورية سياسية

وجدت المعارضة السورية، بهيئاتها المختلفة، في شهر رمضان مناسبة جيّدة لجمع عدد من الصحافيين والكتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *