صدى الشام- مدريد /
في سابقة تستحق التوقف عندها قدمت جامعة “كاميلو دي خوسيه ثيلي” الخاصة في مدريد منحاً دراسية كاملة لمدة خمس سنوات لعشرة من الطلاب اللاجئين خمسةٌ منهم سوريون. وتُعدّ جامعة كاميلو خوسيه من أعرق جامعات مدريد وتتميز بجودة تعليمها وغلاء أقساطها وتجهيزاتها المتكاملة.
يأتي ذلك في وقت يعيش الطلاب اللاجئون في إسبانيا وضعاً صعباً إذ أن تعديل شهادة البكالوريا السوريّة التي يحملها الطالب اللاجئ يحتاج لمدة سنة كاملة كي يستطيع المفاضلة بعد التعديل على مقعد جامعي، كما أن التعديل نفسه يخفِض دائماً من علامات الطالب مما يجعله يخسر فرصته بدراسة فرع كان يستحقه في سوريا، فعلى سبيل المثال إذا تم وضع الطالب في إسبانيا بصف الحادي عشر أو البكالوريا فعليه أن ينجح بامتحان البكالوريا الصعب جداً بالإضافة إلى أن عليه أن يجتاز امتحاناً خاصاً بدخول الجامعة يسمى امتحان ” Selectividad” أو امتحان الاختيار الجامعي وهو امتحان صعب حتى للإسبان أنفسهم كما أن الجامعات حتى العامة منها هي جامعات مُكلفة لجهة رسوم التسجيل فيها وتكاليف المواد التي تتفاوت حسب الفرع الذي يدرسه الطالب. وهذا ما كان يَحرم الكثير من الطلاب اللاجئين من دراستهم الجامعية حيث يتوجهون للعمل بعد البكالوريا بسبب عدم استمرار المساعدات أيضاً لأكثر من سنة ونصف من تاريخ طلب اللجوء.
الأستاذة “نييبز سيغوبيا” قالت: إنها تفتخر أن تكون جامعتها هي أول جامعة إسبانية تدعم اللاجئ الذي من حقه أن يحصل على فرصته بالدراسة الأكاديمية الجيدة
وقد قُدمت هذه المنحة بعد محاولة جادة من منظمة “أكنور” المهتمة بقضايا اللاجئين والمهاجرين والتي حاولت تقديم يد العون لطلاب مميزيين يستحقون إكمال دراستهم لضمان مستقبل جيد.
هذه الخطوة تجاه الطلاب اللاجئين أسعدت المسؤولة في منظمة أكنور ” ليري شانسا” والتي قالت في تصريح لـ صدى الشام:” أخيراً استطعنا تقديم شيء جيد للاجئين في بلد مثل اسبانيا التي هي بلد أوربي عريق وعليها أن تقدم لهؤلاء ما هو أفضل بكثير مما تقدمه الآن”، وأضافت: اللاجئ هو شخص مثله مثلنا، ولا يقل عنا تحضراً أو تطوراً أو إنسانية بل على العكس هو إنسان مميز لأن الحرب فُرضت عليه ليترك حياته الطبيعية وراءه، وأهله وذكرياته كلها وبالتالي شخصيته القديمة التي تعب جداً حتى بناها هناك في بلده”.
وتابعت:” إن الخروج من بلدك وأنت مرغم على ذلك ولا وقت لديك لتفعل شيء هو بالنسبة لي مثل قلع شجرة حتى بدون جذورها ثم زرعها في أرض جديدة ومناخ جديد مختلف بالكامل والطلب منها أن تورق وتزهر وتثمر حتى بدون سقايتها”، وأوضحت “شانسا” أن التعامل مع لغة جديدة هي الإسبانية صعب للغاية وهي لغة مختلفة تماماً عن الانكليزية التي يتقنها معظم اللاجئين، معتبرةً أن “هذا اللاجئ القادم إلينا هو بطل لأنه تحمل كل ذلك وما زال يقاوم. أنا لا أتخيل نفسي أني أستطيع ذلك”.
يعيش الطلاب اللاجئون في إسبانيا وضعاً صعباً إذ أن تعديل شهادة البكالوريا السوريّة يحتاج لمدة سنة كاملة كي يستطيع المفاضلة بعد التعديل على مقعد جامعي
وتابعت :”أعتقد أن اسبانيا بالذات عانت منذ فترة ليست ببعيدة أبداً من الحرب وعرفت تماماً معناها، ولجأ العدد الكبير من الإسبان لدول مجاورة، لذا عليها أن تعرف ما يعانيه هذا القادم إلينا الآن وأنا سعيدة لهؤلاء الطلاب جمعياً ولقد التيقت بهم وهم طلاب بغاية الاحترام وقد أذهلتني معرفتهم وثقافتهم وقدرتهم الرائعة على تعلم اللغة وعلى الحديث بالانكليزية أيضاً التي لا يتقنها الكثير من الإسبان أنفسهم”.
وكانت جامعة كاميلو خوسيه ثيلي أقامت حفلاً بمناسبة تقديمها المنح للطلاب اللاجئين، وقالت الأستاذة “نييبز سيغوبيا” في كلمة لها خلال الحفل: أنها تفتخر أن تكون جامعتها هي أول جامعة إسبانية تدعم اللاجئ الذي من حقه أن يحصل على فرصته بالدراسة الأكاديمية الجيدة وأن يكون مؤهلاً لمستقبل جيد”. وأضافت:” ستتكفل الجامعة بسكن ومأكل ودراسة هؤلاء الطلاب لمدة خمس سنوات كاملة”. وأردفت:” إن الطلاب اللاجئين جاؤوا من من بلاد تعيش أسوء حرب في تاريخ البشرية الحديث، وأنا فخورة جداً بالتعرف عليهم والتعامل معهم لما يمتلكونه من أخلاق وثقافة واسعة”.
جامعة “كاميلو دي خوسيه ثيلي” الخاصة في مدريد قدمت منحاً دراسية كاملة لمدة خمس سنوات لعشرة من الطلاب اللاجئين خمسةٌ منهم سوريون
ومن جانبها ألقت الطالبة السورية وفاء الشامي كلمة الطلاب أصحاب المنحة وقالت:”لا أحد يختار أن يكون لاجئاً وقد تمنيت أن أكون هنا طالبة موفدة من جامعات بلادي لكن الحرب هي التي فرضت علينا الخروج من بلادنا والتحول إلى لاجئين، أشكر كل من ساهم بانجاح هذه المنحة التي هي فرصة ثانية لنا للحياة وللأمل الذي كنا قد فقدناه تماماً”.