الرئيسية / Uncategorized / ابن كفرنبل ينقل الفسيفساء السورية إلى تركيا والعالم
ينقل فن لوحات الفسيفساء السورية إلى العالم من تركيا

ابن كفرنبل ينقل الفسيفساء السورية إلى تركيا والعالم

صدى الشام _ رنا جاموس/

 

سبّبَ نزوحُ السوريين ولجوؤهم إلى دول الجوار، تغييراً في مجرى حياتهم، بل أدى لنقلة نوعية أخرجت مواهبهم التي لم تنتهِ، ويبدو أنها لن تنتهي لتكون برهاناً على روح التحدي.

فن الرسم بحجار الفسيفساء، الفن التصويري الأقدم، هو ما ميّزَ أحد السوريين في بلاد اللجوء بعد أن تحول من حرفة امتهنها في البداية إلى إبداع جعلَ لوحاته مادةً لمعارض تجذب المهتمين لمشاهدة قطعه الفنية.

 

 

“فريد الشيخ علي”، ابن كفرنبل في ريف ادلب، انطلق في رحلة الهروب من سوريا عام 2013 ليصل إلى مخيم على الأراضي التركية. وقبل ذلك كان لـ “فريد” قد عَمِل في سوريا منذ عام 2003 في شركة للموزاييك، وهذه التجربة أسهمت في إعطائه خبرة لم تدفن مع تجاوز الحدود السورية، بل جعلت منه فناناً تشكيلياً معروفاً بعد أشهر من وصوله الى تركيا، بحسب ما ذكر.

وقال الشيخ علي لصدى الشام، “بعد وصولي إلى مخيم كلس جنوبي تركيا فكّرت بعمل ما يعيلني وعائلتي من أجل الحصول على دخل مادي للعيش في هذه الظروف الصعبة، كما كنت أبحث عن طريقة للحفاظ على فن الفسيفساء الذي اشتهرت به سوريا”.

 

وتابع الشيخ علي “دعمتني في البداية إحدى المنظمات، وبعد فترة من عملي طلبت من والي كلس تخصيص ورشة عمل لي لتعليم الأطفال السوريين الموجودين في المخيم، وبالفعل أُعطيت موافقة بعد أسبوع وتم تخصيص مكان لي لتدريب الطلاب، وهي عبارة عن ورشة عمل صغيرة، وبعد مدة ليست بالطويلة، أقمت معرضاً في المخيم من عمل الطلاب المتدربين، ولكن كانت المشكلة التي واجهتها في البداية، هي ايجاد الأحجار التي أصنع منها اللوحات، فكنت أسافر إلى سوريا لتأمينها وكان الأمر صعباً، لكن بعد فترة استطعت تأمين الحجارة من مدينة انطاكيا التركية، وبات العمل أسهل مع تأمين المواد الأولية ضمن الأراضي التركية”.

 

 

لم يكن نجاح الفنان الشيخ علي، وهو أب لستة أبناء، بمجهوده الوحيد بل كانت زوجته هي السند الأول له، ساعدته منذ البداية على تنفيذ أفكاره وصبها على اللوحات الجامدة، وإعطائها روح الفن والإبداع، بحسب ما قال “فريد”، وأضاف “بعد أن افتتحت الورشة ساعدني إلى جانب زوجتي طلاب علمتهم هذا الفن، وكانت فرحتي الكبرى مع الصدى الكبير للمعرض في الوسط التركي، لتتحول تلك الورشة الصغيرة لمعهد تعليمي ينتج عنه لوحات فنية متنوعة الأشكال”.

 

لوحات الفسيفساء التي تنتظم بعدد كبير من الحجارة الصغيرة الملونة لتكوّن بمجملها صورة تمثل مناظر طبيعية أو أشكال هندسية أو لوحات بشرية أو حيوانية، هي ما سعى له الفنان السوري. ذاك الفن الذي استخدم منذ زمن السومريين والرومان، ومن ثم ظهرت الفسيفساء لدى العرب الذين صنعوا أشكالاً هندسية، ثم انتقلوا الى إبراز الفسيفساء الإسلامية كما في الجامع الأموي بدمشق وقبة الصخرة في القدس.

بشيء من الفخر تحدث “فريد” عن تجربته وقال “بدأت لوحاتي ببعض صور الطبيعة والطيور والأشكال الهندسية، ومن ثم بدأت برسم لوحات للوزراء الأتراك، ورئيس تركيا الحالي وزوجته، والرئيس التركي السابق، ما أدى لازدياد عدد المقبلين على المعرض من المسؤولين الأتراك. فيما كانت بعض اللوحات نابعة من الطبيعة التركية وجمالها، وأصبح بعدها مشغلي ومعرضي في مخيم باب السلام يستقبل حالياً الكثير من وفود العرب والأجانب ما يجعلني أشعر بالسعادة إلى جانب من أسهم معي في العمل”.

 

وبالرغم من المجهود الذي يبذله ابن سوريا، ومع اهتمامه بتفاصيل الأشياء والخوض في العمق لتجسيد لوحة فنية معبرة باستخدام مواد جامدة وبث الروح فيها، إلا أنه تحدث عن معاناته في تسويق اللوحات فقال “من أصعب الأمور التي تجعلني أقف عاجزاً هو أن تسويق اللوحات أمر صعب جداً وبعدد قليل، لأنه يقتصر على زوار المعرض، ولم أجد طريقة أخرى حتى الآن لتسويق تلك اللوحات عبر محال تجارية مثلاً، ما يجعل مردود العمل ضعيفاً”، وأعرب “فريد” عن أمنياته أن “تكون لوحاته في عدة أماكن خارج حدود المخيم ليتسنى له بيعها، ونشر الثقافة السورية لهذا الفن بشكل أوسع لدى الشعب التركي والسياح”.

ويروي “فريد” قصة مفاجأة حصلت معه حين زار معرضه وفد ألماني وعرضوا عليه اللجوء إلى بلادهم، وقدموا له تكاليف السفر، ووعدوه بفتح ورشة عمل له في ألمانيا، لكنه رفض العرض، خوفاً على المشغل الذي أسسه في تركيا من الإغلاق، وأملاً منه بأن يبقى قريباً من بلده سوريا، ليعود إليها في أي وقت شاء.

وأنهى الفنان الذي أبدع في نقل الفن السوري حديثه مع صدى الشام بالقول “أنا فخور أني استطعت أن أنقل فن الفسيفساء السورية إلى تركيا بعد تعب ثلاث سنوات، وها قد افتتحت ورشات مشابهة في أنطاكية تعمل على تشغيل أعداد كبيرة من السوريين، لتصدّر هذا الفن الذي يحمل التراث السوري إلى كافة أنحاء العالم من الأراضي التركية”.

 

 

شاهد أيضاً

بعد “أوميت أوزداغ” النظام السوري يمنع دخول أعضاء من حزب النصر

منع النظام السوري مجدداً دخول أعضاء من حزب النصر التركي من الدخول لسوريا بعد أيام …

الطائرات المسيّرة التركية تفتك بقوات الأسد في إدلب.. والطيران الروسي يغيب عن سماء المدينة

صدى الشام – فادية سميسم واصلت الطائرات التركية المسيّرة، عمليات استهداف مواقع قوات النظام السوري …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *