الرئيسية / سياسي / سياسة / حوارات / نائب رئيس حزب العدالة والتنمية “ياسين أقطاي”  لـ صدى الشام: تركيا ستفعل كل ما تستطيع لمنع سقوط حلب
نائب رئيس حزب العدالة والتنمية : ياسين أقطاي / صدى الشام

نائب رئيس حزب العدالة والتنمية “ياسين أقطاي”  لـ صدى الشام: تركيا ستفعل كل ما تستطيع لمنع سقوط حلب

صدى الشام _ حاوره رئيس التحرير : عبسي سميسم/

 

بعد سنوات من انطلاق الثورة السورية باتت سوريا مسرحاً لصراعات وتدخلات دولية يصعُب تفكيكها وتفسيرها. وضمن هذا المشهد المعقد ما زالت تركيا لاعباً أساسياً مؤثراً في مسار الثورة. وآخر أشكال الحضور التركي كان من خلال عملية درع الفرات التي أطلقتها في ريف حلب، دون أن نغفل أيضاً مكانة تركيا كواحدة من الدول المستضيفة لعدد كبير من اللاجئين السوريين. 

مسائل عدة تُثار حول الدور التركي بشأن سوريا سلطت صحيفة صدى الشام الضوء عليها من خلال هذا الحديث مع نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا “ياسين أقطاي”.

 

 أصبح واضحاً أن الموقف الأمريكي ضد الثورة السورية، فواشنطن لم تسمح بإقامة منطقة آمنة شمال سوريا طوال السنوات الماضية. إلى أي مدى يؤثر هذا الموقف عموماً على التحرك التركي في الملف السوري؟ 

 

في البداية كنا نظن أن الولايات المتحدة ضد الإرهاب وضد نظام الأسد الذي انتهك حقوق الانسان وقتل أبناء شعبه في المظاهرات، وله يد في الكثير من العمليات الإرهابية في لبنان والعراق وداخل سوريا. وبعد أن قطعت تركيا علاقتها مع النظام السوري مطالبةً برحيل الأسد بدأت تلاحظ أن واشنطن ليس لديها مشكلة معه، وراحت تروج لمقولات من قبيل “ماذا بعد الأسد” و “من سيكون بديله”  أكثر مما اهتمت بجرائمه الأسد، في حين كنا نقول إنه عندما يرحل النظام فالبديل سيكون هو الشعب السوري، ولم نبحث عن بديل شخصي كوننا نتحدث هنا عن نظام يشارك ويساهم فيه الشعب السوري ويقرر مستقبله.

الولايات المتحدة راحت تحارب المعارضة أكثر مما تحارب الأسد بل إنها لم تواجهه كما هو الحال عندما تجاوز الخط الأحمر مستخدماً الأسلحة الكيميائية فذلك  لم يدفع واشنطن لاتخاذ قرار قطعي برحيل الأسد.

 

 في ظل الموقف الأمريكي الداعم لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي تصنفه تركيا حزب إرهابي هل من الممكن أن تتدخل تركيا منفردة أو بتنسيق مع روسيا بمعزل عن الموقف الأمريكي في شمال سوريا؟

تركيا عندما دخلت جرابلس ضمن عملية درع الفرات كانت بمفردها، أما الولايات المتحدة فحاربت داعش إلى جانب 65 دولة دون أن يستطيعوا دحر التنظيم. ولكننا نعلم أن داعش هي ذريعة للكل كانوا يستخدمونها ليفرغوا المناطق من التنظيم وحسب.

 

لماذا لم تذهبوا لمحاربة داعش في الرقة وسمحتم للـ PYD بذلك؟  

لأننا كدولة منخرطون بعمليات في كثير من المناطق الساخنة، ولسنا نحن من ينقذ العالم كله فتركيا كأي دولة لها إمكانيات وأفق وسياسة.

 

برأيك هل دخول PYD هو فخ لهم وهل سيؤثر دخولهم على الأمن القومي التركي؟

إلى الآن لم نستطع أن نميز بين PYD وداعش والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل، فرغم أننا نظنهم أعداء لبعضهم البعض نراهم في بعض الأحيان أصدقاء متفقين وحلفاء. كل هذا لتدمير سوريا والعراق. أما تركيا فكانت الوحيدة التي أرادت الخير للشعب السوري فقد تعاطت مع القضية السورية بإنسانية كما أنها لا تريد تقسيم سوريا بل أن تُدار من قبل الشعب السوري.

 

ما هي  فرص إقامة  المنطقة  الآمنة؟

المنطقة الآمنة حالياً وفعلياً هي جرابلس وما حولها اصبحت ولكن هذه المنطقة للأسف ليست مؤمنة من قبل التحالف لأنهم لو كانوا صادقين أو مهتمين “مثقال ذرة” لكانوا ساعدوا تركيا بإقامتها لكنهم يهتمون بمصالحهم.

نحن كمتابعين نلاحظ أحياناً ما يشي بتنسيق روسي تركي بما يخص ريف حلب الشمالي مثلاً. كيف ذلك وتركيا تدعم فصائل تحاربها روسيا في حلب؟

 

يهمنا أن نكون في حوار وتفاهم مع روسيا لأننا نرى أن لها مصالح وقوات، وتوتر العلاقة بين تركيا وروسيا كان يجب أن يوضع له حد، كما أن إسقاط الطائرة الروسية كان من الممكن أن يؤدي لحرب بين البلدين، وفي حال قطع العلاقات لا نستطيع أن نؤثر على بعضنا البعض ولا يمكن إجراء أي حوار بيننا.

 

بالتأكيد الدول كلها لها مصالح لكن إلى أي مدى هناك توافق تركي روسي على الملف السوري؟

 

حتى الآن لا يوجد سوى حوار وليس توافق، وعلى سبيل المثال فالتواجد التركي في سوريا مُتوافق عليه من قبل روسيا وايران والولايات المتحدة إلى حد ما،  فنحن هناك نتيجة وجود تهديد من قبل داعش و PYD وPKK  و هذه الأراضي التي تشهد حالة من الفوضى قد تكون مركزاً أو مقراً للهجمات على تركيا.

 

برأيك الشخصي بالنسبة لحلب تحديداً كانت تركيا دائماً تقول إن حلب هي خط أحمر هل من الممكن أن تترك تركيا حلب تسقط بيد النظام؟

طبعاً تركيا لا تتمنى هذا ولا تريده وستفعل كل ما تستطيع لمنع سقوط حلب بيد قوات النظام أو داعش، تركيا تريد حلب أن تبقى لأهلها، وما نطلبه شيء بسيط “اتركوا البلاد لأهلها فهم يقررون مستقبلهم”.

ماذا بخصوص الإشاعات التي تتعلق بصدور قوانين حول وضع السوريين في تركيا؟

 

تركيا تحتضن السوريين وتغض الطرف -حتى قانونياً- عن الكثير من المسائل. لكن إلى الآن لم تصدر خطوات قانونية في بعض المواضيع،  وفي مواضيع أخرى قد يشعر السوري بأن هناك طلبات تعجيزية عندما يرتبط الأمر بفتح حساب بنكي مثلاً فيبدو الأمر وكأن هناك تريث في إصدار شيء يخص السوريين.

 

هل هناك شيء على المدى المنظور يخص السوريين الموجودين في تركيا  قانونياً؟ هناك حديث حول تجنيس فئات معينة من السوريين؟ هل هو موضوع فعلي وحقيقي؟

طبعاً هناك بعض الإجراءات يتم دراستها فيما يتعلق بوجود السوريين في تركيا بعد مرور 5 سنوات على تواجدهم أو بالنسبة لمن جاء إلى هنا قبل ذلك، لكن هذه الدراسات تحتاج إلى بعض الترتيبات والتنظيم، كنا في البداية نعطي الجنسية دون هذه الترتيبات، و بالنسبة للشعب السوري نحن نريده أن يعود إلى بلاده ولكن لنكن واقعيين فهم لا يستطيعون العودة إلى سوريا لذا فلابد من تسهيل وتيسير حياتهم  ونحن نعمل كل ما نستطيع في هذا الإطار.

 

شاهد أيضاً

لماذا سخر المغردون من احتفال نظام الأسد بيوم جلاء المستعمر الفرنسي؟

احتفل النظام السوري -أمس الأربعاء- بالذكرى رقم 78 لـ يوم الجلاء، والذي يوافق 17 أبريل/نيسان …

أي مستقبل لـ”تحرير الشام” والتيار الجهادي في سورية؟

مع أفول تنظيم داعش بسقوط آخر معاقله في بلدة الباغوز، شرقي سورية، في مارس/آذار 2019، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *