الرئيسية / ترجمات / الهدف الحقيقي للولايات المتحدة في سوريا: حزب الله
قتلى حزب الله في سورية / أنترنت

الهدف الحقيقي للولايات المتحدة في سوريا: حزب الله

ترجمة :محمود محمد العبي _ موقع السوري الجديد/

لقد تغير الوضع العسكري في سوريا ضد المعارضة المدعوم من الولايات المتحدة على مدار العام الماضي، ويرجع ذلك بشكل رئيسي للتدخل الروسي. الآن، يحد كل من الانقلاب الفاشل في تركيا والحملة اللاحقة الجارية هناك من قدرات الحليف الأمريكي الرئيسي.

دون إعادة بعض التوازن لصالح المعارضة على حساب الديكتاتور السوري بشار الأسد، ستؤول آفاق التحول السياسي عن طريق التفاوض في طريق مظلم.

في مذكرة داخلية معارضة في الشهر الماضي، دعى 51 من الدبلوماسيين في وزارة الخارجية لهجمات على القوات الحكومية السورية لوضع حد لعدوانها ضد السكان المدنيين في البلاد، وتغيير التوازن العسكري والتوصل إلى حل سياسي عن طريق التفاوض. بدلاً من ذلك، ركز الرئيس أوباما على مكافحة الإرهاب في سوريا، ولكن اقتصرت الأهداف الأمريكية على المتطرفين السنة مثل الدولة الإسلامية والفصائل التابعة للقاعدة.

يوجد أيضاً منظمة إرهابية شيعية في سوريا: حزب الله اللبناني، تلك المنظمة التي ينبغي ألا تكون مستثناه.

تم تأسيس حزب الله لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في لبنان في بداية الثمانينيات، ويرجع الفضل لحزب الله في الانسحاب الإسرائيلي النهائي من هذا البلد. بتحالف إيران الوثيق ودعمها للحزب، فقد أصبح القوة السياسية المهيمنة بين الشيعة في لبنان، حيث لا يشارك فقط في السياسة المحلية الوطنية ولكن يعمل أيضاً من خلال قوات أمنه الخاصة ويوفر الخدمات الاجتماعية للسكان الشيعة.

سراً منذ عام 2012، وبشكل علني منذ عام 2013، نشر حزب الله قواته داخل سوريا، حيث يعمل آلاف من مقاتليه مع جيش الأسد والميليشيات الشيعية والعلوية ضد قوات الأغلبية السنية، الذين يعتبرهم الأسد إرهابيين. يدفع الحرس الثوري الإيراني فواتير حزب الله، ويوفر عمليات القيادة والسيطرة. كانت قوات حزب الله فعالة بشكل خاص على طول الحدود مع لبنان، تلك الحدود التي توفر للحزب عمق استراتيجي وخطوط امداد.

يُعتبر حزب الله عامل رئيسي في التوازن العسكري في سوريا. جنباً إلى جنب مع التدخل الروسي الجوي – الذي بدأ في أيلول/ سبتمبر الماضي – والحرس الثوري الإيراني، وقد مكن مقاتلو حزب الله الأسد من تحقيق تقدم ضد خصومه، وخاصة مقاتلي الجيش السوري الحر المدعومين من قبل الولايات المتحدة. وقد صعب ذلك التقدم من موقف الأسد التفاوضي، وأعاق بحث الأمم المتحدة في التوصل لحل سياسي. حالياً يفوز الأسد، ولا يرى سبباً لقبول مرحلة انتقالية.

من الضروري وجود تغير في التوازن العسكري لإنهاء الحرب، وهو ما تقول واشنطن بأنها تريده. لكن رفض أوباما بثبات خوض حرب ضد الحكومة السورية أو الإيرانية أو الروسية. وحتى لو أراد، فمن  غير المؤكد بأنه سيحصل على تفويض من الكونغرس للقيام بذلك.

لكن حزب الله هو الفاعل الذي لا ينتمي لدولة. ولكنه أيضاً مصنف أمريكياً بأنه مجموعة إرهابية؛ حيث قتل أميركيين، بالإضافة إلى أناس غير أمريكيين. كما يشيد معظم الجمهوريين والديمقراطيين بالهجوم على حزب الله، حتى لو تحسر البعض من كلا الحزبين على خطوة من شأنها أن تؤدي إلى التزامات واسعة في الخارج.

قد تبلغ واشنطن كل من طهران وموسكو وبيروت بأنه يتوجب على حزب الله الانسحاب من سوريا قبل تاريخ معين، أو ستستهدف الولايات المتحدة أي من قواته التي تهاجم قوات المعارضة غير المتطرفة داخل وحول مدينة حلب وأماكن أخرى. في حال فشل حزب الله في الانسحاب، ستكون الولايات المتحدة بعد ذلك جاهزة لمهاجمته بمجرد انتهاء المهلة.

سيبعث انسحاب حزب الله أو استهداف الولايات المتحدة للحزب رسالة قوية لكنها ما زالت تقتصر على المعارضة السورية وحلفائها في تركيا والخليج الفارسي: نحن مستعدون لمهاجمة الإرهابيين الشيعة وكذلك السنة، ولكن الأمر متروك لكم للاستفادة من الفرصة، والقدوم إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية جادة. كما أنها من شأنها أن تبعث رسالة قوية ولكن محدودة أيضا إلى إيران وروسيا: لن نستمر في تحمل تدخلكم في سوريا من دون استجابة. والوقت للتوصل إلى تسوية سياسية هو الآن.

كيف يمكن للاعبين في سوريا الاستجابة؟ على الأرجح يمكن لحزب الله محاولة ضرب الأصول الأمريكية أو المواطنين الأمريكان في بلدان مجاورة؛ على الأرجح في لبنان أو العراق. كما يمكنه أيضاً إطلاق صواريخ على إسرائيل. سيتم إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يستخدم تدخل حزب الله في سوريا كأداة للتجنيد. من الناحية النظرية، يمكن لروسيا وإيران رفع الكلفة، من خلال زيادة مشاركتهم في سوريا، ولكن من الناحية العملية، يبدو كلاهما قريب من الحد من الأشخاص والأموال. سيكون الأسد غاضب وسيعد بالانتقام، ولكن بشكل واضح  الحكومة السورية محدودة الامكانيات.

وفي الوقت نفسه، من شأن المعارضة السورية غير المتطرفة أن ترحب وتضغط بشدة على الأراضي التي ينتشر فيها حزب الله. كما سترحب دول الخليج بالعمل الأمريكي وتضاعف جهودها في دعم المعارضة. بالنسبة لإسرائيل، فإنها تعرف جيداً كيفية الرد على هجمات حزب الله. قد تشكو تركيا بأن الولايات المتحدة لم تتأخذ أيضاً إجراءات ضد المقاتلين الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة، الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين، إلا أن الأتراك لا يزالون يستفيدون من أي تقدم عسكري ضد الأسد من قبل قوات غير كردية.

باختصار، من شأن استهداف الولايات المتحدة لحزب الله على الأغلب أن يرضي ويشجع أصدقاء واشنطن، وفي نفس الوقت يحبط خصومها. كما أنه سيؤكد على التزام الولايات المتحدة بمحاربة الإرهاب بجميع أنواعه، وسيجدد التزام واشنطن بمحاسبة حزب الله، وسيعجل من إنهاء الحرب الأهلية السورية، ومن المحتمل أن يؤدي إلى التوصل إلى تسوية سياسية. ذلك ليس توازن سيء بين المخاطر والفوائد.

رابط المادة الأصلي: هنا

شاهد أيضاً

بلجيكا تحتجز فتاة قاصر سورية لمدّة يومين في مطار بروكسل الدولي

صدى الشام احتجزت السلطات البلجيكية، فتاة سورية قاصر تبلغ من العمر 17 عامًا، بعد وصولها …

أمضى أربع سنوات - رويترز

صحيفة: “دي مستورا” دخل في مأزق بعد إعلان استقالته

“ستيفان دي ميستورا دخل في مأزق” بحسب مقال كتبته الصحفية الروسية “ماريانا بيلينكايا ويلينا تشيرنينكو”، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *