دمشق – ريان محمد
أعلن رئيس هيئة الأركان العامة في جيش النظام العماد عبد الله أيوب، قبل
نحو أسبوعين، في مطار حميم العسكري بريف اللاذقية، عن تشكيل قوات بشرية مزودة بالسلاح
والعتاد، كان أهمها الفيلق الرابع–اقتحام، فهل فعلاً تم تشكيل هذا الفيلق، وأين
يتمركز على الأرض؟
شكل إعلان أيوب صدمة بين العسكريين في دمشق قبل المدنيين، حيث نفى العديد
من الضباط وعلى مستويات مختلفة، علمهم بوجود مثل هذا التشكيل من قبل، معربين عن تعجبهم
من أين تم تأمين المكون البشري له، وهم يعانون في الإدارات والحواجز وجبهات دمشق، من
نقص شديد في العسكريين، وخاصة بعد رفض أعداد كبيرة من عناصر ميليشيا “قوات الدفاع
الوطني” الموالية، ترك مناطقها للالتحاق بالقتال في ريف حماة واللاذقية وإدلب،
بحسب مصادر مطلعة.
كما أثار الإعلان سخرية شريحة واسعة من السوريين، متسائلين عن حقيقة وجود
هؤلاء الجنود بالفعل على الأرض، متسائلين عن إمكانية تسريح ما تبقى من المجندين الذين
جاوزوا عامهم الخامس وهم في الخدمة العسكرية الإلزامية، وهل سيتم ترفيع الأسد عسكريا
من رتبة فريق أول إلى رتبة مشير.
وقال رئيس المجلس العسكري في دمشق وريفها العقيد الركن محمد فاروق الحسن،
لـ “صدى الشام”: “لا أعتقد أن لديه (النظام السوري) الإمكانيات البشرية
والقوى اللازمة لتشكيل مثل هذا الفيلق، ولكن نتابع معلومات بأن يكون تشكيله من قوات
إيرانية من الحرس الثوري ومن ميليشيات حزب الله اللبناني والدفاع الوطني وغيرهم، وكذلك
للتنسيق والارتباط من بعض تشكيلات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والقوات الخاصة”.
ووضع الحسن الإعلان عن تشكيل الفيلق تحت ما سماه “تهويل إعلامي”،
مبينا أنه “إلى اليوم لا معلومات دقيقة عن وجود هذا الفيلق على الأرض”.
محمد الحسن: تشكيل الفيلق الرابع تهويل إعلامي، فلا معلومات
دقيقة عن وجوده على الأرض
ورأى القيادي العسكري أن “تأثير الطيران الروسي سيكون كتأثير طيران التحالف
الدولي الغربي، فلا يمكن حسم معركة أو نتيجة حرب بالطيران فقط، ويمكن تحقيق نتائج إذا
ما ترافق العمل الجوي بالبري. وبالنسبة لروسيا أعتقد أنها لن تورط نفسها بريا إلا بشكل
محدود، مستعينة بالقوى الموجودة أساسا على الأرض، والتي لن تستطيع تحقيق النتائج المخططة
إذا ما استمر الزخم المعنوي للثوار وتتابع الدعم اللوجستي والإعلامي، وأهم من كل ذلك
فتح مختلف الجبهات وتوحد الفصائل في غرف عمليات لتنسيق العمل والتعاون وتنظيم القيادة”.
من جانبه، رأى المحلل الاستراتيجي العسكري العميد الركن أحمد رحال، في اتصال
مع “صدى الشام”، أن “إعلان النظام عن تشكيل فيلق رابع–اقتحام ضمن القوات
النظامية، ما هو إلا فبركة وهرطقة إعلامية. فبداية ربط كلمة اقتحام بهذا الفيلق المزعوم،
يشير إلى أن الهدف إعلامي بحت، فلا يوجد في العلوم العسكرية ما يسمى فيلق اقتحام، الفيلق
هو جيش مكتمل الأركان. هناك مجموعة أو سرية اقتحام لا أكثر”.
خبير عسكري: لا يوجد في العلوم العسكرية ما يسمى فيلق اقتحام، الفيلق
هو جيش مكتمل الأركان، وهناك مجموعة أو سرية اقتحام لا أكثر
ولفت العميد رحال إلى أن “النظام غير قادر على تأمين عناصر لينخرطوا
في هذا الفيلق أو حتى في لواء صغير من السوريين، علما أن الحد الأدنى لعدد جنود الفيلق
هو 30 ألف مقاتل، وقد يصل إلى 100 ألف مقاتل، بالعتاد العسكري الكامل، في حين هو عاجز
عن إقناع نحو 100 ألف علوي وأكثر من 27 ألف موحد درزي، وعشرات ألاف أخرين من مكونات
الشعب السوري الذين مازالوا خاضعين لسيطرته، بالالتحاق بقواته”.
واعتبر أن “هذا التشكيل هو تبرير لإشراك قوات من الحرس الثوري الإيراني
وميليشيا حزب الله، إضافة إلى المرتزقة الأجانب، فقد وصلتنا معلومات أن هناك نحو ثلاثة
آلاف نيجيري سيشاركون في المعارك الدائرة في ريف حماة وإدلب واللاذقية، كما أفادتنا
معلومات من داخل شعبة التنظيم والإدارة أن تعداد القوات النظامية لا يتجاوز اليوم
74 ألف عسكري، بعدما كان يجاوز الـ 450 ألف مقاتل في عام 2011”.
وقال رحال إن “روسيا أتت لتحافظ على ما يعتبره النظام سورية المفيدة،
وهي مناطق تواجده، وليس لإعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، بهدف وضع المجتمع
الدولي أمام خيارين إم بقاء بشار الأسد على رأس السلطة أو تقسيم سوريا”،
مبيّناً أن “الثورة السورية بأشد الحاجة اليوم إلى دعم حقيقي، ليس فقط بالتصريحات
الإعلامية والشجب والاستنكار، بهدف منع النظام وحلفائه من ترسيخ هذا التقسيم”.
يشار إلى أن الطائرات الروسية شنت مؤخرا العشرات من الغارات الجوية على العديد
من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، تحت شعار محاربة الإرهاب متمثلا بتنظيم “الدولة
الإسلامية”، في حين تفيد تصريحات غربية وتقارير محلية بأن معظم الغارات الروسية
استهدفت مناطق لا تواجد للتنظيم فيها، وتسببت بسقوط العشرات من القتلى والجرحى المدنيين.