الرئيسية / مجتمع واقتصاد / اقتصاد / ارتفاع الأسعار يسرق فرحة السوريين برمضان

ارتفاع الأسعار يسرق فرحة السوريين برمضان

“يستقبل
السوريون شهر رمضان هذا العام بواقع سيء للغاية، مع فوارق كبيرة في أسعار المواد
الغذائية، يجعل تلبية المتطلبات الأساسية للعائلة أمراً يكاد يكون معدوماً، ما
يدفعهم للتوجه إلى الاعشاب والرز والعدس، والمطابخ والخيرية”.

دمشق ريان محمد

لا يخفي السوريون استياءهم من الأوضاع المعيشية التي
وصلوا إليها، ويفاقم هذا الاستياء اقتراب شهر رمضان جراء ازدياد عجزهم بشكل يومي
عن تأمين احتياجاتهم، ما انعكس بغياب مظاهر شهر الصوم، كاجتماع العائلات على موائد
السحور والافطار وتبادل الأطعمة بين الجيران والأهل، إضافة إلى تبادل الزيارات،
حيث يختصر السوريون هذه الأمور لتخفيف التكاليف المادية عن بعضهم البعض.

ويكفي أن يجري السائل جولة صغيرة في أحد أسواق العاصمة
حتى يعلم بأي حال يعيش المواطن السوري، حيث قلما تجد كيلوغراما من الخضار سعره دون
الـ 100 ليرة سورية، أما من الفاكهة فلن يجد أقل من 200 ليرة، في حين لا يتجاوز
دخل العائلة السورية 20 ألف ليرة (نحو 66دولار). وإذا اعتمدنا نسبة الإعالة 5/1
شخصا، فنجد أن حصة الفرد في العائلة هي 4000 ألاف ليرة.

يقول أبو عادل، موظف في دمشق، لـ “صدى الشام”:
“أدعو الله أن يعيننا على قضاء شهر رمضان، وأن يحمل بأيامه المباركة الفرج على
السوريين وكامل الأمة”. لافتا إلى أنه “يحار كيف سيؤمن ما يسد به رمق
عائلته خلال شهر الصوم، في ظل ارتفاع الأسعار اليومي”.

وأضاف الرجل الخميسين: “فيما مضى، كان شهر رمضان
فرصة سعيدة لاجتماع الأهل والأصدقاء، أما اليوم فلم يعد يتمتع بتلك الطقوس الجميلة.
فإضافة إلى أن معظم العائلات تشردت بين نازحين في الداخل ولاجئين في الخارج، لم
يعد لدى معظم العائلات القدرة المادية على استقبال الضيوف”.

من جانبها، قالت أم أحمد، ربة منزل، لـ “صدى الشام”:
“في الماضي، وليس الماضي البعيد، كنت أذهب إلى السوق حاملة 500 ليرة، أشتري
بها خضارا تكفي للأسبوع كاملا، أما اليوم فإنها لا تكفي لوجبة إفطار متوسطة
المكونات”.

ربة منزل : في ماض ليس ببعيدكنت أذهب إلى السوق بـ 500
ليرة، أشتري بها خضارا تكفي لأسبوع كامل، أما اليوم فإنها لا تكفي لوجبة إفطار
متوسطة المكونات

وأضافت أم أحمد: “طوال عمري كان رمضان فرصة لتناول
أطايب الطعام المكلفة ماديا، لكن برغم ذلك كنا نستطيع تأمينها بالحد الأدنى.أما
اليوم فقد أصبحت الكثير من الأطعمة حلما من أحلام الجنة”. لافتة إلى أن
“أبسط وجبة اليوم تكلف 1000 ليرة سورية، وقس على ذلك”.

بالمقابل يتحدث النظام عن دور تدخلي عبر صالة
استهلاكية، ومنع تصدير الخضار، وتنظيم مهرجانات للتسوق يجري خلالها تخفيض الأسعار،
ليكتشف المواطن في النهاية أن أسعار النظام التدخلية هي أعلى من أسعار السوق، حيث
يعتبر المصدر واحدا. فالنظام ما زال يعتمد على القطاع الخاص المتنفذ لتأمين
احتياجاته، فيأتي بأسوأ البضائع وبأغلى الأثمان.

تضاعف الأسعار 10 أضعاف

بدوره، قال باحث اقتصادي لـ “صدى الشام”، إن
“الأسعار في سوريا تضاعفت خلال السنوات الأخيرة عدة مرات، وصلت في بعض
البضائع لعشرة أضعاف”. مبينا أنه “من المعتاد في الأسواق السورية، كسائر
الأسواق، حدوث ارتفاع في الأسعار في المناسبات، كشهر رمضان وعيد الأضحى وعيد رأس
السنة وغيرها من المناسبات، وذلك جراء ارتفاع الطلب واستغلال التجار لحاجة الناس
الحصول على هذه السلع”.

ويضيف الخبير الاقتصادي الذي فضل عدم ذكر اسمه:
“اليوم، تغيّر الأمر في ظل الحرب الطاحنة الدائرة في البلاد، فالفقر زاد
والناس ليس لديها القدرة على التبضع، ومن يتبضع يخفض الكميات والجودة إلى النصف.
إضافة إلى انخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية، في وقت أصبح كل شيء يسعر بحسب
سعر صرف الدولار، علما أن سعر الصرف وصل الأسبوع الماضي إلى 297 ليرة”.

وذكر أن “أسعار المواد الغذائية ارتفعت بحدود 10%
خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري مقارنة مع الشهر الماضي”. لافتا إلى أن
“إحدى المراكز الاقتصادية أجرت قبل أسابيع دراسة حول التكلفة المالية للوجبة
الغذائية الواحدة للفرد بدمشق خلال شهر رمضان،وقد بلغت ألف ليرة”.

وكانت إحدى المنظمات الدولية العاملة في دمشق أجرت بحثا
اقتصاديا عن قيمة دخل العائلة السورية لتأمين احتياجاتها الأساسية، حيث بينت أنها بحاجة
إلى أكثر من 200 ألف ليرة شهريا، في حين كانت دراسة اقتصادية أخرى قالت إن نسبة
الفقراء بين المواطنين السوريين هي 3 من كل 4 أشخاص.

منظمة دولية : العائلة السورية تحتاج لتأمين احتياجاتها
الأساسية إلى أكثر من 200 ألف ليرة شهرياً

ويعتبر الواقع المعيشي في المناطق المحاصرة في العاصمة
وريفها، أكثر سوءاً منه في مناطق النظام، لتزيد أسعار المواد الغذائية بنحو
300-500% إن وجدت. في حين يتناول الشخص وجبة واحدة في اليوم، غالبا ما يكون فيها
القليل من الأعشاب أو الرز والعدس. ويعتمد جزء كبير من أهالي المناطق على المطابخ
الخيرية، التي أوقفت عملها منذ أيام في محاولة للتحضير لوجبة إفطار صائم، في ظل
نقص كبير بالمواد الأساسية.

وكان عشرات الأشخاص قد قتلوا جوعا في المناطق المحاصرة
في دمشق وريفها وعلى رأسها مخيم اليرموك جنوب دمشق، الذي مضى على حصاره نحو عامين.

شاهد أيضاً

فعاليات نبع السلام يطالبون الفصائل بكف يدها عن محاصيل المزارعين

طالب عدد من مزارعي وفعاليات منطقة نبع السلام, شمال شرق سوريا, والتي تخضع لسيطرة فصائل …

محاصرون بين مداهمات النظام واتهامات المدنيين.. رواية معاكس لتجار سوريين

صدى الشام – خاص الرواية السائدة بين غالبية المدنيين، أن السبب الرئيسي في غلاء أي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *