وائل عبد الحميد
يوجد في حي الوعر المحاصر غربي مدينة حمص، والذي يقطنه قرابة
ثلاثمائة ألف نسمة العديد من التشكيلات العسكرية،
التي يصل عددها إلى الثلاثين، ولكل عدة تشكيلات تيار فكري تتبعه وتمويل خاص
حسب التيار المُتبع من التشكيل، وتتوزع هذه التشكيلات العسكرية على الحي بقسميه
القديم والجديد. فالوعر القديم مقاتلوه من العشائر التي تُدعى “عكيدات”
أما الوعر الجديد فمقاتلوه من أهل المدينة، وسنستعرض في هذا التقرير أهم التشكيلات
العسكرية المقاتلة المصنفة حسب تياراتها وتمويلها.
السلفيون الجهاديون
أبرز من يمثّل هذا التيار من ناحية التنظيم والقوة وعدد الأفراد هم كتائب الأنصار بقيادة
“أبو حفص” وتنتمي لهذا التيار أيضاً كتيبة المهاجرين بقيادة “أبو
معتصم”، أما كتائب “أحرار الشام” التابعة للواء التوحيد فيقودها
“أبو مصعب” وتعتبر “جبهة النصرة” المتمثلة بفكر القاعدة الأقل
تواجداً، والأقل فاعلية.
الإخوان المسلمون
تعتبر التشكيلات العسكرية التابعة لهذا التيار هي الأكثر
شهرة وتمويلاً وتعداداً في الحي، وتتمثل بكتائب هيئة حماية المدنيين التي يقودها
“أبو حيدر حاكمي” وكتائب الهدى الإسلامية التي يقودها كلٌّ من “أبو
بلال حنيش” و”حيلاوي”، أما كتيبة الشهيد أحمد عودة فيقودها
“بلال عودة” وينضم أيضاً لهذا التيار كتائب المنارة وأتباع الرسول وسرية
“أبو مصطفى السلوم”.
المجلس العسكري
ينحصر الدعم المادي من المجلس العسكري إلى التشكيلات العسكرية
المعتدلة فكرياً، والتي تتمثل بكتائب الفاروق بقيادة “أبو محجوب النق” وكتائب
أحفاد خالد بن الوليد بقيادة “أبو حيدر” بالإضافة إلى كتيبة الفوج الأول
بقيادة “أحمد الفيصل” أما كتيبة شهداء البياضة فيقودها “أبو عمار
حمرا”.
العشائرية والكتائب المسلحة
يقتصر وجود التشكيلات العسكرية العشائرية على الوعر
القديم نسبةً إلى سكانها المنحدرين من أصل عشائري، ولا يقتصر دعم هؤلاء المادي على
العشائر السورية فقط بل يتم تمويلهم من عدة دول عربية أهمها المملكة العربية السعودية،
وتعتبر كتيبة البراء بن مالك التي يقودها “أبو شعلان” أكبر وأقوى
التشكيلات العسكرية العشائرية إضافة إلى أنها أول فصيل مسلح في الحي. أما باقي
التشكيلات العسكرية العشائرية فتتمثل بكتيبة أحباب الرسول بقيادة “كفاح”
وكتيبة أوفياء حمص بالإضافة إلى كتائب “أبو سعيد النق” وأخيه
“بلال”.
هل يرتبط التمويل بالفكر؟
تنتقل بعض التشكيلات العسكرية من تيار إلى آخر حسب
الحاجة المادية والعسكرية لها. فليس من الضروري الربط بين جهة التمويل والإطار
الفكري الذي تتبعه كتيبة ما، وكتيبة الشهيد أحمد عودة مثال على ذلك، فقد انتقلت من
تيار الاعتدال المدعوم من المجلس العسكري إلى تيار الإخوان المسلمين، والسبب أن
الدعم العسكري من الإخوان أكبر بما لا يقارن من دعم المجلس العسكري. والأمر مشابه
تماماً لتجمع “المنارة”. فأفراد التجمُّع من الشباب المعتدل الجامعي
المثقف ومتطلباتهم التمويلية اضطرتهم للعمل تحت مُسمى الإخوان المسلمين، وعلى ذلك
قد يكون الدعم المادي أو العسكري هو الأساس الذي يفرض على بعض التشكيلات الانطواء
تحت مسمى تيار معين لا يرتبط بها فكرياً.