الرئيسية / منوعات / منوع / راديو سوري … خارج حدود الإذاعات التقليدية

راديو سوري … خارج حدود الإذاعات التقليدية

سما الرحبي

يؤمنون أن الخطوة الأولى في تحقيق التقارب تكون
بمعرفة أنفسنا والشريك بالوطن. من هذا المنطلق يتناول فريق إذاعة “سوريالي”
بمزيج من البساطة والمهنية مفاهيم إيجابية، مثل حرية التعبير، العدالة الاجتماعية،
حقوق الطفل، ودور المرأة في بناء المجتمع ويقف بشكل لا لبس فيه ضد كل القيم
العدائية والقسرية الخارجة عن طبيعة و تكوين المجتمع السوري من أشكال العنف
والتطرّف.

انطلق بث راديو سوريالي عام 2012 بعد أشهر من التحضيرات
المكثفة، اقتصر بداية على الموقع الإلكتروني، إلى أن تم حجبه من قبل السلطات
السورية. التف المستمعون على المنع ليعاودا الاستماع عبر الترددات التي أطلقها
سوريالي على موجات “الإف أم” في كل من حلب وإدلب ودير الزور وحمص ودمشق،
بالتنسيق والتعاون مع إذاعات ناشئة أخرى.

تقول مديرة المشروع، كارولين أيوب في حديثها للعربي الجديد: ” اسم الراديو
يشير لنفسه (سوريا لي). بصفتي مواطنة أو مواطن سوري. هذا بلدي. وهو إعلان انتماء
واعتراف بالحقوق والواجبات، فيؤكد على أن الحق الفردي لا يأتي على حساب الشركاء
الآخرين في الوطن، الشعار يقول : (سوريا لي، سوريا لك، سوريا النا كلنا)”
وتضيف:” أكثر من ربع أعضاء الفريق في الداخل
السوري، وآخرون في لبنان، الأردن، مصر، الامارات العربية المتحدة، أوروبا،
والولايات المتحدة، الفريق ينسق العمل عبر الانترنت ووسائل الاتصال المختلفة، وهذا
التباعد يشكل فرص وتحديات مستمرة لأعضاء الفريق”.

راديو “سوريالي” استطاع أن يجمع كثير من السوريين حوله، من خلال محتوى
إعلامي ناضج، منوع، شبابي، توافقي وأقرب للموضوعية، فصفحة الإعجاب الخاصة بهم على
الفيس بوك تضم أكثر من 154 ألف معجب، التفاعل على الصفحة، وقياساً مع
المصداقية وجودة المواد المنشورة، دفعها لتكون أول وسيلة إعلامية سورية موثوقة من
قبل إدارة الفيس بوك.

الموضوعية و الثورة

رغم تحيزها الواضحللثورة السورية، إلا أنهم يعرفون عن أنفسهم كرُواد، يهمهم
تناول موضوعات إشكالية وإفساح المجال لوجهات نظر مختلفة حول ذات المسائل بهدف
تمكين المواطنين السوريين من الاطلاع على قضايا الشأن العام. تقول “كارولين أيوب” للعربي الجديد:”
(سوريالي) داعم لكل القيّم الثورية التحررية في أي اتجاه بنّاء. ويأخذ على عاتقه
في ذات الوقت مسؤولية التصدي لأي فكر متطرف أو قمعي وأي سلوك عدائي اجتماعياً.
فالهدف هو نشر القيم الإيجابية التي ميزت هوية السوريين على مدى قرون”. 

وتضيف، “برامج سوريالي تعكس القيم الاجتماعية السورية، و تتفاعل معها ، وهي
في حالة تطوير ومراجعة دائمتين. كل برنامج له شرائحه من المهتمين الذين يتابعونه،
الإحصائيات تدلنا بشكل مستمر على أننا في حالة تطور”.
وتتعدد البرامج على راديو سوريالي، فبرنامج “فتوش” يختص بجلب وصفات
للأطباق السورية من مختلف المناطق، ويعتمد الطعام كأحد عناصر الهوية الثقافية التي
تجمع السوريين. وبرنامج “أيام اللولو” الذي يأخذ صداً واسعاً وتقدمه
“هني السيد” يستعرض قصصاً إيجابية من تاريخ سوريا القريب ويشكل حافزاً
إيجابياً للسوريين في ظروف تاريخهم الراهن الصعبة، والذي يعمل “حكواتي
سوريالي” كمثال آخر على توثيقه بطريقة لطيفة ودقيقة، كي لا ننسى . أما برنامج
“أخد وعطا” فهدفه تسليط الضوء على مفهوم الحوار كأداة للتفاهم. روح
الفكاهة والكوميديا السوداء هي في صلب عملهم مع الأخذ بعين الاعتبار كل الشروط
الحرفية في ممارسة العمل الاعلامي. 

تكاثر إعلامي..

“على فكرة هاد مو راديو” عبارة تتردد في الفواصل الإعلانية، ومثبّتة على
منشوراتهم الإلكترونية، ليؤكدوا أنهم خارج نطاق الوسائل الإعلامية التقليدية،
فالراديو مساحة حرة “للفضفضة” والاختلاف، كما اعتمدوا تطبيقاً للهواتف
الذكية في خطوة للوصول لأكبر عدد من المستمعين .. ،
يهتمون بأدق
تفاصيل الحدث السوري بكافة جوانبه، من خلال تصاميم الغرافيك التي تتزامن مع
الوقائع .. والألوان الحية التي تزين موقعهم الإلكتروني، واللوغو الخاص الذي يدل
على روح الشباب .

وعن المنافسة بين الإذاعات والوسائل الإعلامية السورية التي انتشرت
بكثافة في السنوات الثلاث الأخيرة
ترى “أيوب”
أنه نمو طبيعي وظاهرة إيجابية وحراك باتجاه دولة ديمقراطية يلعب فيها الإعلام
أدواره المتوقعة في الكشف والتنبيه والمسائلة و إعلاء المصلحة الوطنية، على الرغم
من أنها ليست متجانسة، وهويتها وأهدافها متباينة، وتضيف:” فيما يخص الظرف
السوري يقع على عاتق الإعلام عبئاً إضافياً يتمثل في التخفيف من شحنات العواطف
السلبية وإبراز النقاط الجامعة ونشر الخطاب الإيجابي. لا نعتبر بهذا المعنى أن
هناك زحمة في الخارطة الإعلامية السورية الناشئة، وان كنا نرى احتمالات شديدة
اللهجة لتراجع كثير من هذه التجارب لافتقارها لأدوات العمل كمؤسسات. لكن بالمقابل
نتوقع ظهور تجارب جديدة أكثر كفاءة وتماسكاً في صياغة الواقع إعلامياً. لقد كان
هناك حاجة طويلة لهذا التكاثر الإعلامي، الذي سيفرز مؤسسات نوعية بمرور الوقت. و
المطلوب هو التعاون بين الفرق جميعاً والالتزام بمعايير أخلاقية ومهنية تضعها كل
مؤسسة بنفسها”.

الجدير بالذكر أن “سوريالي” كانت له
البادرة بإطلاق دراما إذاعية العام الماضي، ويحضر الفريق اليوم دورة برامجية
متنوعة لشهر رمضان 2014 منها مجموعة برامج خاصة بالأطفال “نحكي ولا
ننام” ،والمرأة “ب 100 راجل” مع الفنانة المصرية منى زكي
بالتعاون مع المؤسسة السويسرية
Womanity، بالإضافة لدراما إذاعية
يومية.

 

شاهد أيضاً

لأمعاء صحية وجسم مرتاح.. إليك هذه النصائح

لا شك في أن أمراض المعدة الحساسة باتت الأبرز في عصرنا هذا، لذلك قدم أحد …

“ريزر” تطلق لوحة مفاتيح ميكانيكية لعشاق الألعاب

أطلقت شركة “ريزر” لوحة المفاتيح الميكانيكية “بلاك ويدو في 4 75%” (BlackWidow V4 75%) الجديدة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *