عادل
أبو الحسام
بعد
غياب دام ثلاثة أعوام، عاد باب الحارة إلى الشاشة بحبكة درامية تكرّس النفاق
الدرامي ليوحي العمل أن” سوريا ما زالت بخير”. هناك حيث تجري أحداثه في
غوطة دمشق، وتحديداً القرية الشامية التي دخلها أبو شهاب وأبو عصام الحقيقيان،
وخرج منها مَن باع وطنه بحفنة من المال والدولارات.
استعاض
بسام الملا وعزام فوق العادة عن القرية الشامية التي تقع تحت سيطرة الثوار، وترزح
تحت الحصار إلى حارة مصطنعة مشرعة الأبواب على فبركة درامية تافهة تعبر عن مدى
الانحطاط الذي وصل إليه كلُّ مَن عمل في هذا الجزء من باب الحارة، وهناك على بعد أمتار منهم يموت الناس من الجوع
والقصف، في غوطة دمشق حيث ترى البطولة
الحقيقية.
بطولات
كاذبة لشخوص العمل، بدأ الكاتب كمال مرة
يطلعنا عليها منذ اللقطات الأولى للجزء السادس، فمن شخصية الواوي الذي يشبه
صطيف الأعمى والنمس تعود الأحداث للحارة مع
حرق المضافة، ووضع رأس الخاروف على باب دكان أبو عصام وحرق الفرن،
أما
في حارة الضبع فنرى أبو ظافر، (أيمن زيدان) ذا الشوارب المفتولة عاد من
الغربة سعياً وراء الزعامة، أبو ظافر الذي
صفق “لزعيم القتل” وبصم بالدم.
بعد
أن غيّب الموت أغلب أبطال الأجزاء السابقة، كان لابد من عودة أبو عصام الذي رفض
العودة عندما كانت هناك أعمال يسعى لإنتاجها قبل اندلاع الثورة، وعنها قرر بسام
الملا أن تموت شخصيته. أما اليوم فالإنتاج التلفزيوني ضعيف، فكان لابد أن تدخل
الحارة الممرّضة الفرنسية التي كانت تعاين أبو عصام في المشفى في حبكة درامية، تعبّر
عن مدى ضحكهم على عقول المشاهدين لإعادة الحياة إلى أبو عصام.
يعود
اليوم أبو عصام ذو البطولة الكاذبة إلى حارة الضبع بشواربه المفتولة، ومعه زوجته
الفرنسية الجديدة.
أما
معتز “العكيد” الجديد للحارة فهو بطل آخر يستغله بسام الملا وعزام فوق العادة
ليرى الناس كيف كانت البطولات في حارة الضبع. وعلى بعد أمتار من باب حارتهم هناك العديد
من الأبطال الواقعيين الذين يقدّمون أرواحهم لأجل حرية سوريا.
باب
الحارة الذي تهافتت القنوات الخليجية لعرضه يعبّر عن مدى الانحطاط الذي وصلت إليه
هذه القنوات، في حين أنها رفضت إنتاج أعمال تعبر عن حارات سوريا، وما جرى فيها
خلال الثورة.
أم
عبدو الحلبية.. حاضرة في دراما الثورة
وبعيداً
عن حارة النفاق والكذب، ورغم القصف والدمار والموت اليومي الذي يخيّم على حلب بفعل
قصف النظام أصر شبان مبدعون، ومعهم أطفال من جيل الحرية على إنتاج عمل درامي
بحلقات منفصلة تدور أحداثه مع أم عبدو الحلبية التي تلعب دورها الطفلة رشا.
لقد
نجح هؤلاء ربما بوضع أول حجر أساس لدراما الثورة من خلال أدواتهم البسيطة ينقلون
الصورة الحقيقية لسوريا في 2014 من خلال بطولة أطفالٍ، هم النجوم الحقيقيون لسوريا
الغد، فقد استطاعوا نقل المعاناة للعالم الذي مازال يتجاهلها، المخرج وكل نجوم
العار الذين يعملون تحت مرآة النظام بدراما مزيّفة، ويصنعون نجومية كاذبة ليقولوا إن
سوريا ما زالت بخير، لكن المأساة السورية في بعض تفاصليها الكثيرة استطاعت أم عبدو
الحلبية نقلها لمن صم أذنيه وعينيه عبر
عمل درامي بسيط من تأليف عفراء هاشم وإخراج
بشار هادي.
الحلبية، إذ يعرض طيلة أيام شهر رمضان المبارك على قناة حلب اليوم الفضائية يومياً
عدا الجمعة في الأوقات التالية:10:30ص4:00م 8:30م 12:30ص.