الرئيسية / رأي / معركة الساحل.. حل لابد منه

معركة الساحل.. حل لابد منه

عبسي سميسم

أن يتخلى النظام عن
نقاط تمركز استراتيجية في محافظة إدلب كان استمات في الأمس القريب في الحفاظ
عليها، “بهدف تعزيز قواته في معركة الساحل” هو مؤشر على ارتباكه من مجرد
بدء تلك المعركة، فمعركة الساحل التي تعني بما تعنيه نقل ساحة المعركة إلى أرض
الخصم، تشكل تهديداً كبيراً لكل استراتيجيات النظام التي تقوم على إطالة أمد حالة
الاستعصاء السياسي والعسكري على حساب جمهور الثورة، لتشرك جمهوره المؤيد بدفع الفاتورة
نفسها التي دفعها جمهور الثورة منذ بدايتها، فمجرد قيام المعركة بغض النظر عن
نتائجها يشكل تهديداً للأمان الذي كان يوفره النظام لأنصاره، والذي قد يؤدي إلى
تداعيات تهدد تماسك هذا الجمهور، الذي سيشعر أنه وقع ضحية مطمح شخصي لديكتاتور.

كما أن تقدم الجيش
الحر والكتائب الإسلامية في هذه المعركة من شأنه أن يقوض مشروع التقسيم الذي بدا
واضحاً أن النظام وبتواطؤ دولي يعمل عليه منذ بداية الثورة ، الأمر الذي يجعل
الدول التي كانت تراهن على بقاء حالة الاستعصاء وعلى نجاح مشروع التقسيم تعيد
حساباتها بالقضية السورية.

وفي الجانب الآخر فقد
أظهرت معركة الساحل انقساما بين أطياف المعارضة السياسية إذ رحب الائتلاف الوطني
لقوى الثورة والمعارضة بهذه الخطوة فيما أدانت هيئة التنسيق في الخارج المعركة، كما
ظهرت مخاوف لدى بعض المعارضين وخاصة المنتمين لتلك المناطق من معركة الساحل تمثلت
في الخوف من الانتقام الجماعي الذي قد يقوم به النظام بحق المناطق السكنية، أو
الانتقام العشوائي على خلفية طائفية من قبل بعض الكتائب التي تشارك بالمعركة،
إضافة إلى أنهم يعتبرون أن تلك المناطق هي ملاذات أمنة للنازحين فلا يجوز تحويلها
لساحة معركة، فيما يؤيد السواد الأعظم من القوى العسكرية للثورة الدخول في هذه
المعركة، لأنها المدخل الصحيح للخلاص من الطاغية.

نعتقد أن معركة
الساحل “التي تتزامن مع معركة القادمون لتحرير الريف الشرقي من حماه وصولا
إلى حمص، ومع الانتصارات التي يحققها الثوار في دير الزور” هي بداية صحيحة لترجيح
وقلب ميزان القوة العسكرية لصالح الثورة، وهي البداية الصحيحة لتحقيق النصر على
الطاغية.

لا نعول على انتفاضة
علوية طالما حلم بها الثوار، ولا على سلوك مثالي من الكتائب المشاركة في المعركة
نتمنى أن يتحلوا به، بل نعول على عدم انصياع غرفة عمليات المعركة لإملاءات وضغوط
خارجية قد تخدم مشروع النظام الذي يتقاطع مع مصالح تلك الدول، نعول على النصر في
هذه المعركة التي لابد منها بكل ايجابياتها وسلبياتها لأنها السبيل الوحيد لإجبار
الجميع على إعادة حساباتهم بالثورة السورية.

شاهد أيضاً

المقاومة وقداستها

عبد العزيز المصطفى تذكرُ كتبُ الأساطيرِ أنّ ملكًا استدعى أحد مستشاريه في ساعة متأخرة من …

فلنختار ظرف ومكان موتنا

عبد العزيز المصطفى خلال الحرب العالمية الثّانية كان الشغلُ الشاغل لهتلر هو كيفية القضاء على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *