الرئيسية / سياسي / ميداني / صدى البلد / حلب……….كل قذيفة وأنتم بخير

حلب……….كل قذيفة وأنتم بخير

جورج.ك.ميالة

يحل عيد الفطر على مدينة حلب بحلل
مختلفة, أصبحت المدينة بحجم قرية صغيرة،
هيكلها ما بقي من الشوارع رئيسية, اعتاد على إخلائها مع غروب الشمس, انتشر الناس في الشوارع حتى ساعات متأخرة من ليلة عيد الفطر
وأصوات القصف والاشتباكات تملأ السماء, رغم كل ذلك تحدى الناس هذه الظروف رغبة
بقليل من الفرح .

الجمعيات المسؤولة وقلة الموارد

تسعى الجمعيات العاملة في مدينة حلب، الواقعة تحت سيطرة النظام جاهدة لتأمين
حاجيات الناس في فترة العيد، ولكن هناك عوائق تشل حركتها منها قلة الموارد بسبب طول مدة
الأزمة، وتقطع الطرق، وغلاء الأسعار، والملاحقة الأمنية للمتطوعين العاملين في
الجمعيات, فجمعية “أهل الخير” التي تعمل على إغاثة حوالي خمسة عشر ألف
نازح في المدينة الجامعية، لم تكن خدماتها مثل السنة الماضية، حيث أفادنا أحد
المتطوعين: “رغم ضعف الإمكانيات هذا العيد مقارنة مع العيد الماضي، فقد قدمنا
زكاة الفطر للفئات الأشد فقراً وحاجة, كما قدمنا سلة غذائية متواضعة للأسر النازحة
في المدينة ” ويضيف المتطوع قائلاً: “في العيد الماضي قدمنا لجميع
الأطفال ألبسة للعيد، حيث كانت التبرعات كبيرة ,أما هذا العيد لم نستطع تقديم
الألبسة الجديدة سوى للأطفال الأيتام”.

أما الهيئة اليسوعية المعروفة بالـ JRS التي تعمل على إغاثة ما يزيد عن ثلاثة آلاف
عائلة، وأربعة مدارس في المدينة لم تستطع تقديم سوى الأنشطة والحفلات أيام العيد
للأطفال النازحين، حيث عمد متطوعو الجمعية إلى إقامة حفلات يومية لأطفال الأسر
النازحة في المدارس، ساعين إلى رسم الابتسامة على وجوه الأطفال التي سرقتها حالة
الحرب الجارية في المدينة.

محاولات لرسم البسمة تحت القصف

في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، الأمر ليس أفضل حالاً، فقد افتتحت بعض
جمعيات الإغاثة سوق الأبرار الخيري في عدد من المناطق، كبستان القصر، والسكري، وغيرها،
وهو عبارة عن مدارس توزع فيها الألبسة الجديدة والقديمة مجاناُ للمحتاجين، ساعين لرسم البسمة على وجوه الأطفال
الذين أتعبتهم الحرب المتواصلة في المدينة، لكن هذه البسمة سرعان ما سرقت حيث أهداهم النظام يوم وقفة العيد قصفاً أصاب سوق الأبرار
الخيري في منطقة الأنصاري الشرقي، راح ضحيته عشرات الأطفال والنساء .

مكتسبات العيد من الزكاة و الصدقة ليست ككل عام

يقول عبد الله، النازح في إحدى المدارس من مدينة السفيرة: “في العيد
الماضي وزع تجار حلب أفضل أنواع الطعام, كما وزعوا ثياب العيد على أطفالنا, أما في
هذا العيد لم يوزعوا سوى الخبز علينا ,فلم يعد بمقدورهم سد حاجة النازحين؛ المدينة
كلها منكوبة”.

إرادة الحياة والعمل رغم الظروف الصعبة

فقد أغلب تجار المدينة محلاتهم، وعمدوا إلى فتح بسطات على الأرصفة، إصراراً
منهم على العمل، يقول أبو محمد، وهو أحد
التجار: “بعد أن فقدت محلاتي بقذائف في سوق المدينة, قمت بفتح هذه البسطة
لأتمكن من العيش بدون الحاجة إلى الآخرين, عجلة الصناعة قد توفقت كلياً, وكما
تشاهدون نبيع بضاعة كانت في المستودعات منذ سنوات بثمن رخيص، علنا نساعد أنفسنا
والناس “.

أطلت تكبيرات العيد في ساعات الصباح الأولى، بينما يترقب الكثير من الناس
الاشتباكات اليومية حول فرع المخابرات الجوية, وقلوبهم عند أبنائهم المعتقلين في
مصنع الموت الأول في حلب، قسم آخر جهز نفسه للانطلاق عبر معبر الموت، متحدياً
الموت قنصاً لزيارة قبر ابنه الذي استشهد
من جراء قذيفة أو رصاصة قناص .

بهجة العيد لا تشترى بالمال

اختفت بهجة العيد حتى عن أبناء
المدينة الميسورين مادياً، تروي لنا
الدكتورة هلا التي استمر عملها بشكل جيد، رغم ما يجري في المدينة : ” ليس هنالك
بهجة في هذا العيد, فالجميع في حلب يتخوف من القادم المجهول، أحاول إخفاء حزني عن
أطفالي بشراء ثياب العيد، وممارسة طقوس
العيد قدر المستطاع “.

احتفالات على الشبكة العنكبوتية:

تقول ليلى، الطالبة الجامعية: “يمر العيد علينا كأي يوم آخر، سوف
أقضيه في منزلي على الانترنيت” وتضيف:

” شباب حلب أغلبهم قد أمضى فترة التحضير للعيد على شبكات التواصل
الاجتماعي، ساخرين من الظروف التي تمر على المدينة فأحدهم يقول “
ما في عيد وكل يوم شهيد”, وذلك يكتب “كل (يوم) وأنتم
بخير” “هل بقي “لمن يريد
أن يحتفل بالعيد، كل عام وبيته بخير”.

شاهد أيضاً

“قسد” تواصل الانتهاكات في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية

اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” أمس ثلاثة أشخاص بينهم أحد شيوخ قبيلة العقيدات في الرقة …

عسكريون أتراك يطالبون أهالي جبل الزاوية بالعودة إلى منازلهم

عقد ضباط أتراك، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مع ممثلين ووجهاء عن منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *